عندما عَلَت بنا الطّائرة فوق الغيوم، رحتُ أتأمّل في زُرقة السّماء الواضحة، وأشعّة الشّمس السّاطعة. إلاّ أنّني ما كدتُ أنظر إلى أسفل حتّى رأيتُ الغيوم السّوداء، والعاصفة تشتدّ مُنزِلةً البرق والصّواعق إلى الأرض. ما أرهب المشهد! وتساءلتُ: كيف يحصل هذا؟ ومن وحي المشهد المجيد فوق الغيوم رحتُ أتأمّل أمجاد السّماء الّتي تنتظر المؤمنين. إنّ السّفَرَ في الطّائرة ممتع على الرّغم من مشاعر الخطر الّتي تُرافقه. وكذلك رحلة الحياة مع يسوع فهي حلوة، مع وجود بعض المطبّات والعثرات على الطّريق.
إن من يبحث عن الوجود بمنظار بشري، لا يستطيع أن يدري أسرار الكون أو أسرار مخلوقاته. لأن منظاره محدود الأفق ومغطى بغشاوة الفلسفة البشرية التي تعمي أحياناً الرؤيا بدل أن تنيرها.
إن العلم والكتاب المقدس لا يتناقضان بتاتاً، والكثير من العلماء الذين قدّموا للبشرية العديد من الاكتشافات التي ساهمت في تقدمها كيوهانس كيبلر، بليز باسكال، اسحق نيوتن وغيرهم، آمنوا بالكتاب المقدس، وكانوا يدرون من أين أتوا وإلى أين يذهبون.
يشهد مجتمعنا ، على الرّغم من مآسيه الفظيعة و الّتي لا تعدّ ولا تحصى؛ ما يشبه الغوص في نفق أسود من التّفاهة والسّطحيّة والأخطر من كلّ ذلك، نشهد على طفرة غير مسبوقة من الماديّة المدمّرة وهجوم النّاس على امتلاك أغلى الملابس والسّيارات والإنفاق على حفلات ومآدب وصخب هستيريّ لم نشهد له مثيلًا حتّى في ذروة أيّام الاستقرار والازدهار، التي ميّزت وطننا في عهود ماضية.